وارتفعت الشمس فى السماء لتعلو مع أشعتها حرارة الجو ولكن ذلك النسيم الذي ياتى مع حركة الأمواج على الشاطئ كان يلطف من ذلك الحر الرهيب
جالسا سوياً تحت المظلة ينظرون الى حركة الأمواج حتى مر بهما بائع الأيس كريم بعربته الصغيرة .
فنظر إليها وامسك بيدها الحانية وقال لها " اتذكرى ....؟"
فارتسمت على شفاتيها ابتسامتها الخجولة التى طالما سحرته بها
وقالت "نعم وكيف أنسى ...؟"
وعاد يسترجعا الذكريات ....
كانت فى السادسة من عمرها وقتها وكانت مع أسرتها على الشاطئ تلهو وتمرح فوق رماله الناعمة ...
أما هو فكان فى الثامنة من عمره جلس فوق رمال الشاطئ يفحر بالأرض كعادة كل الأطفال على الشاطئ ...
حتى مر بهما بائع الأيس كريم فأسرعت لتشترى منه واحدة وعند عودتها إلى مظلة أسرتها وقعت فى تلك الحفرة التى أقامها هو وانسكب الأيس كريم منها فبكت ....
حتى أتى هو ليساعدها فى النهوض وتعرفا وتصالحا وامسك بيدها لأول مرة وذهب بها إلى أبيه يخبره بما حدث ويطلب منه المال لشراء ايس كريم من جديد له ولها ...
وتعرفا الأسرتان وجمعت بينهم صداقة كبيرة وجمع بين قلبهما الصغيران حب برئ ومشاعر صادقة كبرت مع الأيام وازدادت ....
حتى أتى ذلك اليوم الذي ارتبطا سويا وتزوجا ... مضت بهم كل الذكريات وهما جالسان على الشاطئ ويمر بهما ذلك البائع الذي جمع بين قلبهم فى الماضي ...
وظلت تجول الذكريات أمامها مع الأمواج حتى أفاق على تلك اليد الصغيرة تلتف حول عنقه لتحتضنه وسمع ذلك الصوت العذب يقول له " بابا عايز فلوس اشترى ايس كريم أنا ومنة صديقتي "
كان يمسك بيد منة كما فعل والده فى الماضي ..
وهنا انفجر الأب ضاحكاً وقال " من شابه أباه فما ظلم ."
ومضيا يجريان خلف عربة الايس كريم ....
فنظر إليها من جديد وقال لها
" احبك "
ومازال بائع الايس كريم يمشى فوق رمال الشاطئ يدفع عربته الصغيرة ويردد كلمته المشهورة
" ايس كريم كلوه كلوه "